بقلم / عبدالرازق طاهر الخطيب
Translate
التسميات
- أكتشف العالم من حولك (16)
- افريقيا (6)
- غزو العرب بعضهم بعض (6)
- اسيا (5)
- روسيا (5)
- علوم واكتشافات (5)
- إستراتيجية إسرائيل مع العرب (3)
- إسرائيل (3)
- إستراتيجية الغزو الامريكي (2)
- القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي (1)
- غابات (1)
- كوريا (1)
- لغات العالم (1)
- مصر (1)
- معادي للإسلام (1)
الأربعاء، 21 ديسمبر 2016
الاثنين، 16 مايو 2016
أين تقع قحطان
قحطان هي إحدى القبائل العربية من قبائل (مذحج) التي تنتشر في اليمن والإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر والكويت، تُقسم هذه القبيلة إلى سبعة أقسام: هي بني بشر، ورفيدة، وسنحان، والجحادر، وبجيلة، والحباب، وعبيدة، وبلحارث، وشريف. يتواجد جزء
أين تقع مدينة سلا
مدينة سلا تقع مدينة سلا في المملكة المغربية، حيث تعتبر عاصمة العمالة المسماة بالاسم ذاته، كما وتقع على ضفة نهر أبي الرقراق الشمالية، قرب المصب على المحيط الأطلسي. تحيط بمدينة سلا عدة مناطق هامة منها مدينة الرباط من جهتها الجنوبية، ومنطقة
السبت، 23 أبريل 2016
عجائب تحت الماء
لقد تعددت القوائم التي تتضمن عجائب الدنيا السبع في العالم، ولكن لم بلتفت أحد إلى عجائب الدنيا السبع الموجودة في العالم المائي، ولقد قامت مؤسسة الغطس الدولية CEDAM عام 1989 بإنشاء قائمة تتضمن أجمل المناطق واكثرها إثارة في عالم تحت الماء في قائمة أسمتها عجائب الدنيا السبع تحت الماء
تعرف على عجائب تحت الماء:
1- جزر غالاباغوس – الاكوادور :
وتقع هذه الجزر في المحيط الهادي، غربي الإكوادور، ولقد نشأت هذه الجزر نتيجة للحمم البركانية في قاع المحيط، وهي تعتبر موطن غني نسبيا بالنباتات والحيوانات ولقد نالت هذه الجزر إعجاب الكثير من المسافرين والعلماء وعشاق الطبيعة من جميع أنحاء العالم
2- شمال البحر الأحمر- الأردن :
إن أجمل الشعاب المرجانية تقع في شمال البحر الأحمر، والبعض يطلق عليها اسم جنة تحت الماء، وتقع في البحر الهندي بين آسيا وأفريقيا ويمتد البحر الأحمر شمالا إلى 169000 متر مربع، وبها أكثر من 70 نوع من الشعاب المرجانية الصلبة و30 نوعا من الشعاب المرجانية الناعمة، كما يوجد أكثر من 500 نوع من الأسماك، بالإضافة إلى العديد من الكائنات البحرية اللافقارية.
3- بالاو – الفلبين :
بالاو هي حزيرة تقع على بعد 500 كيلو متر من الفلبين، وبعض الأسماك الأكثر جمالا في العالم موجودة بها، وبها أكثر من 350 نوعا من المرجان الصلب و200 نوع من المرجان الناعم، و300 نوع من الإسفنج و1300 نوع من أسماك الشعاب المرجانية.
4- بحيرة بايكال – روسيا :
بحيرة بايكال هي ثاني أضخم بحيرة للمياه العذبة في العالم، وتقع في سيبيريا، روسيا، ويبلغ عمق البحيرة 2442 قدم، وهي تحتوي على ما يقرب من 20 % من المياه العذبة السطحية في العالم، وهذه البحيرة تعتبر أقدم وأعمق بحيرة بالعالم.
5- الحاجز المرجاني العظيم – استراليا :
الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته من خلال الفضاء الخارجي والذي يعتبر أكبر من سور الصين العظيم هو الحاجز المرجاني العظيم، وهو يعتبر أكبر تجمع للشعاب المرجانية في العالم ويقع في استراليا، ويحتوي على 2900 من الشعاب المرجانية، وهذا الحاجز مكون من 900 جزيرة تجعل طوله يصل إلى 1600 كيلو متر، كما أنه يحتوي على المليارات من الكائنات الدقيقة التي تعرف باسم العناقيد المرجانية كما أن هذا الحاجز المرجاني العظيم يعد منطقة جذب سياحية.
6- فتحات أعماق البحار The Deep Sea Vents: الإكوادور:
ويطلق عليها أيضا الفتحات منخفضة الحرارة، حيث تطلق الماء الساخن إلى القشرة الأرضية ويتشبع الماء الساخن مع المعادن الذائبة في القشرة الأرضية، ومعظمها من الكبريتيد والتي تتبلور لإنشاء سياج كالمدخنة حول كل فتحة، فعندما تصل هذه المياه الساخنة إلى ماء المحيط المتجمدة تحرر منها العديد من المعادن مكونة اللون الأسود المميز حيث أن معدن الكبريتيد الذي يترسب يكون الكبريت الخام الذي يصبح أكثر ضخامة مع الوقت، ولقد تم اكتشاف أول هذه الفتحات عام 1977 بالقرب من جزيرة غالاباغوس بواسطة الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وقد وجدت في المحيط الهادي والأطلنطي بعمق حوالي 2100 متر.
7-الحاجز المرجاني في
ويعتبر ثاني أكبر حاجز مرجاني في العالم، ويقع على ساحل Belize وهو أفضل الأماكن في العالم للغطس، ويبلغ طوله ما يقرب من 186 ميل بالإضافة إلى جزء من ساحل أمريكا الوسطى ليصبح الطول الكلي 560 كيلومتر، ولقد تم دراسة وتوثيق 10 % فقط من هذه الشعاب وفعلا تم بحثها وتوثيقها.
الثلاثاء، 12 أبريل 2016
حدوتة الحدود المصرية (تقرير شامل)
كتب / محمد الصبان
تمهيد
تشهد الساحة المصرية في الآونة الأخيرة مناقشات كثيرة ومتنوعة فيما يخص الحدود المصرية، وبالرغم من أن مصر على وجه الخصوص تختلف عن أغلب دول المنطقة كون حدودها معروفة منذ ألاف السنين وتعتبر كيانا جغرافيا وتاريخيا واضح المعالم ولا يحتاج لشرح كثير إلا أنه فيما يبدو أن الأطماع في السيطرة على نقاط القوة الجيوسياسية باتت شديدة منذ بداية فترة الضعف المصري منذ عقود وزادت حدتها بشكل أكبر بعد الاضطرابات التي تشهدها مصر منذ ثورة 25 يناير ، فشهدت الخمس سنوات الأخيرة اثارة قضايا مثل «حلايب» وقضية الحدود البحرية المصرية مع كل من قبرص و فلسطين المحتلة “إسرائيل” وفي الآونة الأخيرة تمت من جديد اثارة قضية جزر «تيران و صنافير» بينما لم تثار قضايا مهمة كقضية «أم الرشراش» “إيلات” على سبيل المثال.
ومن هنا كان لابد لكي نضع النقاط على الحروف أن يتم رسم المشهد كاملا لقصة الحدود المصرية وكيف وصلت لشكلها الحالي وما هي أهم النقاط الخلافية فيها وحقيقة أمرها وسيتضح للقارئ بشكل واضح أن حقيقة الامر هي أن مصر اذا أرادت احياء قضاياها الحدودية بشكل عادل سيكون لها الكثير من الحقوق الضائعة وأن حدود مصر التي تستحقها هي تتجاوز بشكل كبير وضعها الحالي.
نتناول في هذا التقرير قصة ترسيم الحدود الوطنية المصرية حيث نبدأ أولا بشرح سريع ومختصر لتاريخ الحدود المصرية قبل العصر الحديث منذ عهد الفراعنة وحتى وصول محمد علي باشا للحكم ثم نتناول عصر محمد علي باشا وتأسيس الدولة المصرية الحديثة وننطلق منه إلى الخلاف المصري العثماني واتفاقية 1840 وترسيم حدود الدولة المصرية النهائية الذي تم الاتفاق عليه بين الأتراك “الدولة العثمانية” والدولة المصرية ثم نتنقل للحديث عن تطورات الأحداث وترسيم حدود كل حد شرقا وغربا وجنوبا
حدود مصر قبل العصر الحديث
يجمع المؤرخون بشكل شبه قاطع أن هناك بعض الكيانات في العالم تتمتع بخصائص جغرافية تتسبب في خصائص حضارية وسياسية وثقافية ثابتة تجعل منها كيانات من الصعب تغييرها أو العبث في حدودها وانه يكفي أن تذكر اسم الكيان لتحدد موقعه الجغرافي بسهولة على العكس من أغلب دول العالم فمثلا حين نقول فرنسا سنجد أننا امام تغييرات جغرافية وحضارية وعدم ثبات بينما يختلف الأمر كثيرا حين نتحدث عن بريطانيا على سبيل المثال التي تعتبر جزيرة عملاقة تتمتع بخصوصية جغرافية ، ومصر تقع في قائمة هذه الدول التي تتمتع بهذه الخصوصية كما الصين والهند وإيطاليا وغيرهم.
وكانت مصر على مدار العصور القديمة قبل سيطرة الرومان تتسع حدودها وتضيق حسب قوتها وضعفها منذ عهد الملك نارمر موحد القطرين وحتى هزيمة كليبواترا أخر ملكة مصرية مستقلة حيث بعدها تحولت مصر لولاية رومانية
توضح الخريطة أدناه شكل الدولة المصرية القديمة يبرز الخط الأحمر حدود مصر في عهد الملك المصري تحتمس والخط الاخضر في عهد رمسيس الثاني
في عصور متأخر تقلصت الحدود المصرية بسبب هجمات الأشوريين من الشرق والكوشيين من الجنوب واستطاع الملك بسماتيك الأول مؤسس الاسرة ال 26 إعادة حدود مصر بشكل كبير بعد طرده للأشوريين وردعه للكوشيين ثم جاء الإحتلال الفارسي ومن بعده ضم مصر لإمبراطورية الإسكندر الأكبر ولكن سرعان ما استقلت مصر من جديد و عادت للإستقرار في عهد أسرة البطالمة ولكن ليس بالشكل الذي كان في عهود الفراعنة العظام حيث أن التقسيم بدأ بعد وفاة الإسكندر الأكبر بين قادة جيشه وكانت مصر من نصيب القائد بطليموس وكان التقسيم مبنيا على ما اتفقوا عليه لا على اساس حدود مصر الطبيعية والمعروفة قبل مجيئ الإسكندر إليها
يوضح اللون البني ادناه حدود مصر أثناء عصر أسرة البطالمة
بعد هزيمة مصر في موقعة أكتيوم البحرية وانتحار الملكة كليوباترا تحولت مصر لولاية تابعة للإمبراطورية الرومانية وتحولت حدودها لحدود إدارية وليست دولية ولأول مرة كان الرومان السبب المباشر في استقطاع جزء كبير من الأراضي المصري ليعيدوا تقسيم المنطقة حسب هواهم فتم تقسيم مصر نفسها لولايتين وتم فصل شبه جزيرة سيناء وفلسطين عن مصر –كانت فلسطين حتى هذا العهد جزءا طبيعيا من الدولة المصرية كسيناء تماما – وتم فصل الصعيد بداية من الأقصر وحتى أقصى الجنوب في ولاية تسمى طيبة ، إلا أن هذا التقسيم لم يشعر به المصريين بشكل كبير مؤثر أو متغير لأنه كان مجرد تقسيم إداري كتقسيم المحافظات حاليا وكانت مصر كلها تابعة للإمبراطور في روما وبعد انهيار روما باتت تابعة للإمبراطور في القسطنطينية
شكل ولايات الإمبراطورية الرومانية بعد ضم مصر
ظل الوضع على ما هو عليه مع تغيرات طفيفة تحدث بين الحين والآخر حتى استطاع القائد العربي عمرو بن العاص انتزاع مصر من الرومان وضمها كولاية تابعة للخلافة الإسلامية وبعد ضم مصر للخلافة لم يتغير الوضع كثيرا فظلت الحدود إدارية وان تغيرت بعض الشيئ وبشكل غير واضح فكان العرب يعتبرون بداية مصر شرقا من العريش ونهايتها غربا في برقة
ظلت مصر ولاية ذات حدود إدارية منذ عهد الرومان وحتى في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية حتى استقلت بشكل كامل في العهد الفاطمي ..
مع استقلال مصر الكامل وتحولها لمركز الحكم وعاصمة للخلافة في العصر الفاطمي استعادت الكثير من مجدها الذي غاب حتى عادت الخريطة شبيهة إلى حد كبير لأيام الفراعنة العظام فامتدت حدودها جنوبا وشمالا لحدود «تحتمس» وزادت غربا حتى وصلت لتونس والجزائر حاليا
حتى بعد اسقاط الخلافة الفاطمية على يد صلاح الدين الايوبي ورغم عودة مصر رسميا لتبعية بغداد والخلافة العباسية إلا أن ما أحدثه الفاطميين ظل متجذرا وظلت مصر في عهد الأيوبيين دولة مستقلة وكيان سياسي مستقل رغم تبعيته الإسمية للخلافة العباسية وبعد سقوط بغداد انتقلت عاصمة الخلافة المركزية للقاهرة من جديد وظلت مصر دولة مركزية ذات حدود رسمية في عهد المماليك محتفظة بحدودها التي عرفت بها منذ فجر التاريخ
مصر المملوكية
ولم يظل على ما هو عليه فبدأت أطماع الجار الشمالي المتمثل في «تركيا العثمانية» الصاعدة في الظهور واستطاع الجيش العثماني دخول القاهرة عام 1517 م وتحويل مصر لولاية تابعة لإستانبول وعادت من جديد حدود مصر مجرد حدود إدارية يقسمها سلاطين العثمانيين حسب توزيع جوائزهم وولاتهم ولكن في أغلب الوقت لم يقم العثمانيين بما قام به الرومان من تقسيم مصر إداريا لعدة ولايات وانما ظل حتى الجزء الأكبر من فلسطين بجانب سيناء في وضعه الطبيعي منذ فجر التاريخ جزءا من الأراضي المصرية الخاضعة للقاهرة
محمد علي باشا
بعد صعود محمد علي باشا للحكم في مصر بإرادة شعبية وثورة من النخبة بدأت مصر في استعادة مجدها من جديد واستقلالها الذي غاب عنها منذ دخول العثمانيين وتم تأسيس الجيش المصري الحديث وأعاد الباشا مصر مرة اخرى لحدود «تحتمس العظيم» بل وزاد عليها جنوبا بشكل كبير وعادت القاهرة مركزا للحكم من جديد وعاصمة للسلطة تهدد عواصم العالم.
مصر في عهد محمد علي باشا
اتفاقية 1840:
اختلف الأمر هذه المرة في محاولة استعادة مجد مصر وحدودها المعتادة فكانت أوربا الصاعدة والطامعة في السيطرة على الشرق ترفض بأي حال عودة المجد المصري من جديد ، وتجسد هذا في التحالف الكبير الذي تم بين الدول الأوربية وتركيا العثمانية ضد المشروع المصري وبالفعل استطاعت القوى العالمية تقييد المشروع المصري بل وهدمه وإعلان اتفاقية لندن 1840 والتي بموجبها أولا تم فصل سوريا الكبرى عن مصر وتحريض الاهالي السوريين على الجيش المصري واجبار القوات المصرية من الانسحاب من الجزيرة العربية والحجاز ..
الملفت للنظر في اتفاقية 1840 أن الدولة العثمانية أقرت أن يحكم محمد علي باشا الجزء الجنوبي من سوريا الكبرى على ان يعود للدولة العثمانية بعد وفاته وتعود حدود مصر الطبيعية له ولأولاده من بعده وعند النظر للخريطة التي حددت حدود مصر الشرقية نجد أن جزءا كبيرا ممايعرف اليوم بفلسطين وجزء كبير من الساحل “السعودي” الحالي اعتبر جزءا من الأراضي المصرية بشكل تلقائي وليس حتى جزءا من سوريا الكبرى كما هو مبين أدناه
ولم تستطع اتفاقية لندن الاقتراب من حدود مصر الجنوبية أو الغربية وظلت على وضعها وزادت بشكل كبير في عهد الخديوي إسماعيل حتى جاء 1892 ..
الحدود الشرقية البرية لمصر:
- 1892
يعتبر عام 1892 عاما فاصلا في تاريخ الحدود المصرية حيث أصدر السلطان العثماني فرمانا بعد تعيين الخديوي عباس الثاني وريثا لوالده الخديوي توفيق ولأول مرة وبشكل رسمي يتم استقطاع شبه جزيرة سيناء بالكامل من السيادة المصرية لصالح السيادة التركية لكن بعد ضغوط شديدة ورفض بريطاني بسبب القلق على سيطرة الأتراك على قناة السويس تم التراجع عن الفرمان ولكنه يعتبر اول خطوة جدية في إعاد رسم حدود مصر الشرقية بشكل مختلف عن ألاف السنين الضاربة بجذورها في وضوح حدود مصر الشرقية..
- 1906
أثارت الدولة العثمانية مسألة حدود مصر الشرقية من جديد عام 1906 واعتبرت أن العقبة وأم الرشراش ليستا جزءا من الأراضي المصرية رغم نص اتفاقية 1840 على ذلك وأثارت من جديد قضية سيناء وكان الرأي العام المصري وقتها يميل للدولة العثمانية في هذا الشأن بسبب معرفته أن الاحتلال البريطاني يحاول اتخاذ سيناء مبررا للسيطرة على فلسطين وتهديد الحجاز فلم تجد تركيا رفضا شعبيا مصريا كبيرا وبناء عليه أمر السلطان العثماني قائد جيشه بالاستيلاء على العقبة وطابا بشكل كامل وبعد أزمة كبيرة ومفاوضات تم التوافق على أن تتواجد قوة مصرية في طابا باعتبار أن مصر كلها جزءا من الدولة العثمانية.
ولكن بعد ذلك صعدت تركيا من جديد رغبتها وبعد خلافات كبيرة تم التوصل ل«اتفاقية 1906» المبرمة بين مصر والدولة العثمانية في تسوية الحدود الشرقية لمصر والتي تعتمد حتى اليوم كحدود رسمية بين مصر وفلسطين المحتلة وطبقا لهذه الإتفاقية تم اعتبار كل من جزر تيران وصنافير جزءا من السيادة المصرية وكذلك قرية أم الرشراش “إيلات” حاليا وبناءا عليها أيضا تم فصل العقبة والساحل الاسيوي على طول خليج العقبة عن السيادة المصرية – الجدير بالذكر أنه في هذا الفترة لم تكن هناك دولة تسمى الأردن ولا دولة تسمى السعودية – أما حكام شبه الجزيرة العربية “إمارة جبل شمر” لم يروا أن لهم أي حق في هذا الصراع وأن حدودهم تنتهي عند ما أقرته الدولة العثمانية لمحمد علي باشا عام 1840 والذي أوردنا خريطته في الجزء السابق ..
وظل الأمر في هذا الوضع حتى استطاع عبد العزيز آل سعود بمساعدة بريطانيا السيطرة على شبه الجزيرة العربية وإعلان الدولة السعودية التي كانت مصر قد قضت عليها من قبل واعتبر السعوديون الساحل المطل على خليج العقبة جزءا من الأراضي السعودية وفقا لاتفاقية 1906 واعتبرت السعودية أن جزيرتي تيران وصنافير جزءا من الأراضي السعودية ايضا وادعت أنهما ليستا لهما علاقة باتفاقية 1906 ولكن لم تستطع مواجهة القوات المصرية وقتها وظلت الجزيرتين تحت السيادة المصرية.
وفي عام 1948 احتلت العصابات الصهيونية قرية أم الرشراش المصرية وقتلت جنود الحامية المصرية هناك وأطلقوا عليها اسم “إيلات” ولكن بريطانيا وقتها واسرائيل ادعتا أن أم الرشراش لم تكن ضمن خط اتفاقية 1906 وانها جزءا من فلسطين وليست مصر وظل الوضع على ما هو عليه حتى قامت اسرائيل باحتلال كامل سيناء عام 1967 وبعد انتصار مصر وتوقيع اتفاقية السلام انسحيت اسرائيل إلى خط اتفاقية 1906 بما في ذلك جزيرتي تيران وصنافير فيما عدا طابا التي ارادت أن تجعل منها أم رشراش جديدة وادعت انها خارج خط اتفاقية 1906 أيضا ولكن بعد التحكيم الدولي عادت طابا لمصر وتم تناسي قضية ام الرشراش بشكل كامل فيما يبدو أنه كان نوع من التوافق أن تسلم اسرائيل طابا مقابل نسيان أم الرشراش المصرية ..
صورة توضح تطور الحدود الشرقية لمصر منذ 1840
الحدود الجنوبية لمصر
ظلت الحدود الجنوبية لمصر ممتدة إلى أقصى جنوب السودان حتى بعد اتفاقية 1840 وفي عهد الخديوي إسماعيل وصلت الحدود حتى أوغندا جنوبا وأريتريا في الجنوب الشرقي
في عام 1882 احتلت بريطانيا مصر وتوغل الجيش البريطاني في السودان وأرادت بريطانيا رسم الحدود بين مصر والسودان فيما عرف باتفاقية «الحكم المشترك 1899» حيث كانت السودان جزءا من المملكة المصرية وتخضع للتاج المصري منذ 1840 ولكن بعد دخول البريطانيين اختلف الأمر فوافقت مصر على الاتفاقية حتى لا تضيع السودان بالكامل لصالح بريطانيا ويكون لمصر سيادة عليها فتم الاتفاق على رفع العلمين المصري والبريطاني في السودان وتم رسم الحدود الفاصلة على أن تكون حدود إدارية حيث أن مصر والسودان دولة واحدة تحت حكم اسرة محمد علي باشا.
وتم اعتبار خط العرض 22 هو الحد الفاصل بشكل واضح لا يقبل اللبس او التشكيك فيما اعتبر فقط مثلث حلايب يخضع اداريا لحاكم الخرطوم بدلا من القاهرة لتسهيل الخدمات له وبسبب الصلات العائلية والبشرية بين سكان المثلث والأهالي تحت خط 22 ووافقت الدولة وقتها لأنها كانت تعتبر أن مصر والسودان دولة واحدة وأن كل هذه التقسيمات إدارية تخضع في النهاية للتاج المصري والسيادة المصرية ..
وبعد استقلال السودان عن مصر وانتهاء الملكية اعتبرت مصر مثلث حلايب جزءا من الأراضي المصرية وفقا لاتفاقية 1899 ولكن السودان اعتبار التقسيم الإداري تقسيما سياسيا ومازال يطالب بحلايب حتى اليوم
خريطة توضح شكل مثلث حلايب
خريطة توضح الحدود المصرية السودانية وفقا لاتفاقية 1899
الحدود الغربية لمصر:
لم تظهر مشكلة الحدود الغربية لمصر قبل عام 1925 ولم يرد ذكرها حتى في اتفاقية 1840 وكانت برقة وبني غازي في العصور القديمة امتدادا طبيعيا مصريا ولكن بعد الإحتلال الإيطالي لليبيا بدأت تظهر خلافات حدودية مصرية ليبية فتم توقيع اتفاقية 1925 بين كل من مصر وبريطانيا وإيطاليا وتم في الاتفاقية تنازل الجانب المصري عن حقه في «واحة الجغبوب» واعتبارها جزءا من الاراضي الليبية بالرغم من كونها مصريا متصلة بشكل مباشر بشريا وثقافيا بواحة سيوة المصرية وتم احترام الاتفاق حتى اليوم
شكل الحدود الليبية في خريطة قديمة للمملكة المصرية
خريطة توضح رسم الحدود المصرية الليبية ودخول الجغبوب ضمن الأراضي الليبية
الخميس، 17 مارس 2016
محافظة الإسكندرية وضعت أسس العالم الحديث
لم تكن الإسكندرية سوى قرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة" يحيط بها قرى صغيرة في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، ، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعتبر موقعًا إستراتيجيًا لطرد الأقوام التي قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادي النيل، أو لربما كانت "راكتوس" مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا، وعلى امتداد الساحل الرئيسي للقرية توجد جزيرة تسمى "فاروس" يوجد بها ميناء يخدم الجزيرة والقرى الساحلية معًا. في ذلك الوقت كانت مصر تحت الاحتلال الفارسي منذ سقوط حكم الفراعنة والأسرة الثلاثون عام 343 ق.م، ولم تكن مصر الوحيدة الواقعة تحت احتلال الفرس، فقد كانت بلاد الشام والعراق واقعة تحت هذا الاحتلال، وفي مقابل قوة الفرس كانت قوة الاغريق في ازدياد سريع، وبدأت المواجهة بينهما في ربيع عام 334 ق.م، واستمرت المعارك بينهما حتى دخل الإسكندر الأكبر مدينة صور ومن ثم إلى غزة حتى أتم دخول مصر عام 333 ق.م.
يكمن سر الإسكندرية وفقا لترجيحات المؤرخين الكلاسيكيين في نعش ذهبي صغير مرصع بالمجوهرات. كان هذا النعش غنيمة حرب وجدت في مساكن الملك الفارسي المهزوم داريوس الثالث قبل أكثر من 2300 سنة. وقام الرجل الذي هزم داريوس، الإسكندر الأكبر، بوضع أغلى ممتلكاته داخل هذا النعش، ألا وهو: أعمال هوميروس.
بعد وقت قصير من غزوه لمصر، رأى ألكسندر في المنام هوميروس، حيث زاره الأخير وتحدثا باستخدام أسطر وأبيات من الأوديسة، بما في ذلك إشارة إلى الجزيرة المصرية “فاروس” في البحر الأبيض المتوسط. في صباح اليوم التالي، سافر ألكسندر إلى فاروس ووقف على صخورها ممسكًا بالتابوت الذهبي ومحدقًا بالساحل، وبعد صمت طويل، أومأ برأسه. كانت هذه القصة إيذانا ببدء قيام الدولة الكثرى أهمية في العالم القديم على الإطلاق.
ترقد اليوم مدينة الإسكندرية الأصلية مدفونة تحت ألفي عام من التطور الحضري، فقد وصلت لبنات بناء المعابد والآثار إلى مدن مثل: القاهرة ولندن ونيويورك، أما الباقي فقد تحطم بفعل الزلازل والغزوات العسكرية أو غمر تحت سطح البحر. لقد قام علماء الآثار من أجل الوصول إلى فهم صحيح لمعالم وتاريخ المدينة القديمة إلى نزع قشور المدينة الحديثة بالإضافة إلى الطبقات العميقة، والمتناقضة أحيانًا، من الأساطير والفولكلور. هنالك عدد قليل من المدن الكبيرة التي تضاهي الإسكندرية بعراقتها التاريخية، فقد قامت هذه المدينة بجمع قصص العالم في مكان واحد وكتابة فصل جديد من التاريخ الحضري.
يقول جاستين بولارد وهوارد ريد، مؤلفا كتاب يتحدث عن أصول المدينة “كانت الإسكندرية أعظم بوتقة عقلية ومعرفية عرفها العالم. فقد وضعت الأسس الحقيقية للعالم الحديث في هذه القاعات، وليس في الحجر، ولكن في الأفكار.”
على الرغم من أن معالم الإسكندرية القديمة – المنارة والمكتبة والمتحف – هي أهم ما نتذكر ونحتفل به في وقتنا الحاضر، إلا أن تأثير هذه المدينة على الحياة المعاصرة يبدأ حقا بتصميمها الكلي. فقد سعى مهندس ألكسندر، دينوقراطيس، إلى بناء ملعب ملحمي من شأنه دمج المساحة العامة والخاصة وكذلك البر والبحر. وقد وصفه فورستر الذي أصبح واحدا من أكثر مؤرخي الإسكندرية شهرة في عشرينيات القرن الماضي، أن هذا الملعب كان ” أفضل ما في الحضارة الإغريقية”. ولكن سرعان ما غرقت تحفة دينوقراطيس بلا أي أثر قبل أن يشرع ببنائها حتى.
في غياب الطباشير لتحديد شكل الطرق المستقبلية للمدينة الجديدة والمنازل وقنوات المياه، استخدم دينوقراطيس دقيق الشعير بدلاً من ذلك. ولكن قبل أن يتسنى للمساحين حساب الزوايا وللعمال نثر الخطوط المطلوبة من الحبوب، قامت أسراب من الطيور البحرية بالتهام هذه المخططات. اعتبر الكثيرون من الناس آنذاك أن هذه الحادثة تمثل نذير شؤم للمدينة التي سوف تحمل اسم ألكسندر، ولكن كاهن الجنرال كان له وجهة نظر مختلفة: إذ ادّعى أن جوع الطيور والتهامها للمخططات ما هو إلا علامة على أن الإسكندرية في يوم من الأيام سوف توفر القوت للكوكب بأسره.
وهكذا استمر العمل، وقبل وقت طويل وجدت الطيور البحرية نفسها تحدق في موجة عارمة من البناء. فقد تم تخصيص مواقع لقصر ألكسندر الملكي ومعابد لكل من الآلهة اليونانية والمصرية، بالإضافة إلى الأغورا التقليدي – السوق التجاري ومركز للجمع بين الطوائف – ووحدات سكنية وجدران محصنة.
كانت خطة دينوقراطيس للإسكندرية عبارة عن عملية قص ولصق، وذلك عن طريق تطبيق نمط نموذجي مستخدم في العديد من المدن اليونانية. فقد كان دينوقراطيس طالبا من طلاب هيبوداموس، الرجل المسؤول عن بناء الميناء الأثيني العظيم في بيرايوس، وغالبًا ما يشار إليه باسم والد التخطيط الحضري. وفقا لأرسطو، كان هيبوداموس الرجل الذي “أنشأ فن تصميم المدن”، ولكن هذا هو الثناء الوحيد الذي قدمه أرسطو. فقد قام الفيلسوف القديم باتهام هيبوداموس أنه يعيش “بطريقة مصطنعة”، كما نظر الى شعره وحليه الباهظة نظرة امتهان
يعتقد هيبوداموس ومدرسته أن تصميم المدن لا يقتصر على مجرد رسم حدود الموقع المعني؛ بل وجب على المخططين أن يأخذوا بعين الإعتبار كيفية عمل المدينة، ليس فقط من الناحية اللوجستية بل من الناحية السياسية والثقافية أيضاً. عدّ هيبوداموس الشوارع أكثر من مجرد منتجات ثانوية للمنازل والمحال التجارية ولكن كانت بعينه تمثل نقاطا مركزية بحد ذاتها وتحفة الإدارة الحضرية الكفؤة. ولكن في حين اقتصر عمل هيبوداموس إلى حد كبير على المشاريع الجزئية، وتحويل أجزاء صغيرة من المدن القديمة من الداخل، وجد دينوقراطيس نفسه عند عمله بالإسكندرية أمام قماش أبيض وفارغ؛ ما يمثل فرصة لوضع ابتكارات سيده موضع التنفيذ على نطاق غير مسبوق.
تمثلت عبقرية دينوقراطيس بتمديد خطوط من ملعبه فوق الماء، من خلال بناء جسر بري بعرض 600 قدم والمعروف باسم الهيبتاستاديون، لأنه طوله كان سبعة أضعاف طول الملعب اليوناني، تخرج من البر الرئيس لجزيرة فاروس، ثم قام بإنشاء ميناءين كبيرين على جانبي الجسر. لقد كان مستوى التكامل بين كافة العناصر في المدينة المختلفة عميقًا ومبدعًا. “قام هيبتاستاديون بتشكيل الموانئ التي تحميها المنارة، بينما يجري الخط الواصل إلى المنارة نحو شبكة الطرق الرئيسة في المدينة على التوجه نفسه”، ويقول الدكتور جوديث ماكينزي، من كلية الآثار بجامعة أكسفورد ومؤلف كتاب عمارة الإسكندرية “لقد كانت حزمة كاملة، وقد نجحت بالفعل.”
يكمن نجاح الإسكندرية ليس فقط في جذورها الإغريقية ولكن -أيضا- في التأثيرات المصرية التي كانت جزءا أساسيا منها. لقد تم نقل حكاية نعش إلكسندر الذهبي من جيل إلى آخر، ولكن في الواقع إن اختيار موقع المدينة اعتمد على المعرفة والخبرة بقدر ما تأثر بحادثة هوميروس. لم تكتف المدينة الجديدة بتشكيل علاقة مثالية بين المملكة المصرية الفرعونية والإمبراطورية التجارة البحرية في اليونان والبحر الأبيض المتوسط، ولكن تم تصميم زوايا طرقها لتوفير أقصى دوران بالرياح التي تقوم بتبريد البحر، وكانت مبانيها خليطا بين أفضل ما في العمارة الغربية والشرقية. فإن الجدران الثمانية الشهيرة للمنارة القديمة لا تزال تستخدم إلى يومنا هذا على المآذن في بقية أنحاء مصر، وعلى العديد من أبراج كنائس كريستوفر رين في بريطانيا.
ما هو الأنموذج الذي اعتمد لبناء المدينة؟
لم يكن تخطيط المدينة الجديدة مبدعاً بل كان تخطيطاً أشبه بالمدن الإغريقية القديمة، حيث كان يأخذ شكل شطرنج وهو عبارة عن شارعين رئيسيين ومتقاطعين بزاوية قائمة هما شارع "كانوبك" وشارع "سوما" وعرض كل منهما 14 متر، ومنهما تتفرع شوارع جانبية متوازية عرضها 7 أمتار،وكان شارع "كانوبك" (شارع فؤاد حاليًا) يربط بوابة القمر من الغرب وبوابة الشمس من الشرق، ويمتد شرقًا ليربط مدينة كانوبس (أبوقير)، وكان يتقاطع شارع سوما (شارع النبي دانيال حاليًا) مع شارع كانوبك ويمتد من الشمال للجنوب، وتقاطعهما كان مركز مدينة الإسكندرية. تصاعد صيت وسمعة الإسكندرية مع مرور السنوات، وبرزت أكثر مؤسساتها شهرة، الميوسيون الذي جمع كبار العلماء في جميع التخصصات الأكاديمية، بالإضافة إلى مكتبة يعتقد أنها أكبر مكتبة في العالم.
لم يعش الإسكندر ليرى هذه الأعاجيب أو حتى المدينة التي أسسها. فبعد فترة وجيزة من بدء دينوقراطيس بطرح خطوطه من دقيق الشعير، سافر الجنرال للتشاور مع عراف في سيوة في عمق صحراء مصر الغربية، ومن ثم اتجه شرقا لحملات استعمارية جديدة في بلاد فارس والهند. وفي غضون عشر سنوات، توفى الإسكندر في بابل. أما خلفه في مصر، بطليموس الأول، فقام بعملية خطف جريئة لجثمان ألكسندر الذي كان في طريقه كي يدفن في مقدونيا، بلد ألكسندر الأصلي (والتي تسمى في العصر الحديث شمال اليونان) ولكنه جلب الجثمان بدلا من ذلك إلى الإسكندرية ليوارى في قبر ضخم.
إن مصير جثة الإسكندر هو نافذة إلى الجانب المظلم من الإسكندرية، نافذة تطل على الجانب الأدنى فكريا وحضريا، والذي تميز بالتركيز على تسخير المدينة بوصفها وسيلة للسلطة الاستبدادية وترسيخ الحكم بسمة إلهية. أراد بطليموس ألكسندر ميتا لأن هذا الأمر يساعد على إضفاء الشرعية على سلطته في الحياة. في حين كان المقصود من المدينة الهلنستية الأصلية أن يتمتع المواطنون بحق متساو في صنع القرار (ما لم يكونوا، بالطبع، إناثا، أجانب أو رقيقا)، فأصبحت الإسكندرية أنموذج الاستبداد الحضري.
يقول المؤرخ الحضري تشارلز مومفورد في محاضرته بعنوان المدينة في التاريخ “ما تبقى من الدراما الحضرية القديمة كان مجرد مشهد. ففي المدينة القديمة كان كل مواطن يقوم بدور فعال. أما في البلدية الجديدة، قام المواطن بتلقي الأوامر وتنفيذها”. يرى مومفورد أن النظام الرسمي والجمال الذي تجسده الإسكندرية في الخارج يعكس تفكك الحريات الحقيقية والفوضوية التي وعدت بها المدن من الداخل.
يستمر الصراع الذي يدور حول ما إذا كان تصميم مدننا يخدم سكانها أو حكامها على مر العصور كما يستمر في وضع الإسكندرية اليوم. تعدّ الإسكندرية الآن موطنا لحوالي 5 ملايين نسمة، وثاني أكبر منطقة حضرية في بلد تعصف به الثورة الشعبية والتمرد في المناطق الحضرية في السنوات الأخيرة. ولكن لا تزال الإسكندرية على خط المواجهة مع رؤى متنافسة تحاول أن تحدد كيف يجب أن يكون التخطيط الحضري المدروس حقا.
تم الكشف في العام الماضي عن مخطط لإعادة بناء المنارة القديمة والمفقودة في موقعها الأصلي – جزء من مشروع إعادة تطوير كبير يشمل مراكز التسوق الجديدة الكبرى والفنادق الراقية. أصر النقاد على أن المقترحات لم تضع فى الاعتبار الاقتصاد غير الرسمي وهشاشة التاريخ المعماري المعقد في المدينة الحديثة، وأشاروا كذلك إلى أن القرار أتخذ دون أخذ مدخلات أو موافقة السكان. فقد قال عمرو وهو محلل للسياسة الحضرية في مصر “الحقيقة لا تتمحور حول تضخيم التاريخ الثقافي الغني للإسكندرية بمقدار ما هو حول أي الجوانب من تاريخها يمكن تسويقها بشكل فظ على حساب الصالح العام.”
كما علق علي أنه يجدر بسماسرة الإسكندرية المعاصرين أن يتمتعوا بقدر من الحكمة ليطلعوا على تفاصيل المنارة القديمة، والتي تم الانتهاء منها بعد بضعة عقود من وقوف الكسندر لأول مرة على شواطئ فاروس. وكما جرت العادة، قام مهندس المنارة سوستراتوس بتكريس بنائه رسميا إلى العائلة المالكة في مصر على لوحة من الجبص علقت بالقرب من مدخل المنارة.
ولكن تحت اللوحة المذكورة، قام سوستراتوس سرا بنقش النص الآتي على الحجر “باسم جميع أولئك الذين خاضوا غمار البحار”. ويظل الصراع حول الجهة المستفيدة من تصميم مساحاتنا الحضرية حيًا منذ اليوم الأول.
وبعد نجاح الثورة التونسية سنة 2011 وإسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، انتقلت روح الثورة إلى مصر، فخرج الآلاف من الأشخاص إلى شوارع القاهرة والإسكندرية وغيرها من المدن المصرية مطالبين بتحسين الوضع المعيشي وخفض الأسعار وتحسين الوضع الاجتماعي للناس. وقد بدأت المظاهرات بالإسكندرية بمنطقة المنشية والعطارين ومحطة الرمل والمنتزه وسيدي جابر. وقد تعاظم شأنها وازداد عدد المشاركين بها مع مرور الوقت، مطالبين بتنحي الرئيس حسني مبارك. أضف إلى ذلك أن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت عددًا من المواطنين الإسكندرانيين إلى المشاركة في التظاهرات.
منقول من الوفد
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)